هاجمت إسرائيل مواقع عسكرية ونووية متعددة في إيران يومي 12 و13 يونيو، مستهدفة قواعد صواريخ وعلماء ومسؤولين عسكريين، في محاولة لمنع طهران من إحراز تقدم نحو امتلاك سلاح نووي. بدت الدفاعات الإيرانية عاجزة عن صد الضربات، التي نُفّذت في وقت يشهد عودة جزئية للمحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة.

سبق أن ألمح الاحتلال الإسرائيلي مرارًا باستخدام القوة لوقف البرنامج النووي الإيراني. تزامن الهجوم مع تصويت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) على قرار يُدين إيران بانتهاك التزاماتها بعدم الانتشار النووي، مشيرًا إلى وجود مواد نووية غير معلنة وصعوبة مراقبة أنشطة التخصيب الإيرانية.

أصدرت الوكالة تقريرًا قبل الاجتماع، حذّرت فيه من امتلاك إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج تسع قنابل نووية، سعيًا إلى دفع طهران للعودة إلى التعاون الكامل مع المفتشين.
 

هل ينبغي القلق من الضربات الإسرائيلية؟

كان يفترض أن تستمر المحادثات الأمريكية الإيرانية يوم الأحد، لكن طهران ألغتها فورًا بعد الهجوم، مما وضع حدًا مؤقتًا لأي حل دبلوماسي. نفت الولايات المتحدة ضلوعها، لكنها سحبت دبلوماسييها من المنطقة قبل الضربات، ما يشير إلى علمها المسبق وعدم تدخلها.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قال إن الضربات الإسرائيلية تنسجم مع استراتيجية أمريكية لإجبار إيران على قبول اتفاق. ويبدو أن إسرائيل استغلت ضعف الدفاعات الإيرانية، والتباطؤ في المفاوضات النووية، لتوجيه ضربة استباقية ترى أنها ضرورية لمنع امتلاك طهران لقنبلة نووية.

لكن هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى نتائج عكسية. قد تعزز الضربات موقف التيار المتشدد داخل الحكومة الإيرانية، الذي يرى في السلاح النووي وسيلة للردع وزيادة النفوذ في المنطقة.
 

تصاعد الدافع نحو السلاح النووي

طالما سارت إيران على حافة "العتبة النووية"، موحية بامتلاك القدرة على تطوير قنبلة دون اتخاذ القرار النهائي. ويعكس ذلك انقسامًا داخليًا بين تيارات تؤيد الردع النووي وتلك التي تخشى العواقب. لكن التصعيد الأخير قد يُنهي هذه المرحلة، ويدفع طهران إلى تجاوز العتبة فعليًا.

يرى البعض في إيران أن استمرار الهجمات الإسرائيلية، مع تراجع الردع التقليدي، يدفع إلى ضرورة امتلاك قنبلة نووية في أسرع وقت ممكن، لحماية المواقع الحساسة وردع أي اعتداءات مستقبلية.

لكن هذا التوجه ينطوي على مخاطر. تشير التقديرات إلى امتلاك إيران مواد تكفي لتسع قنابل، وهو عدد غير كافٍ لتشكيل ترسانة استراتيجية حقيقية، خاصة بالمقارنة مع ترسانة إسرائيل النووية المجهولة رسميًا لكنها أوسع بكثير.
 

ماذا عن اختبار نووي؟

لإثبات امتلاكها للسلاح، قد تفكر إيران في تنفيذ تجربة نووية، كما فعلت كوريا الشمالية. لكن إذا امتلكت عددًا محدودًا من القنابل، فقد تتردد في "إهدار" واحدة على سبيل التجربة. يعتمد القرار على مدى سرعة التخصيب الإضافي، وتطور تكنولوجيا الرؤوس الحربية والصواريخ.

في النهاية، قد يؤدي التصعيد الإسرائيلي إلى تسريع سباق التسلح النووي في المنطقة، بدلًا من منعه. وقد تتحول إيران من دولة على عتبة السلاح النووي إلى دولة تمتلكه فعليًا، إذا شعرت بأن الوسائل التقليدية لحماية سيادتها لم تعد كافية.
 

https://www.chathamhouse.org/2025/06/israels-strikes-might-accelerate-irans-race-towards-nuclear-weapons